ماذا يملك الأنسان من دنيـــاه سوى محبة..

لا تحب بعنف لأنك ستتألم بعنف. لا تحب كي تخرج سالمًا لا لك ولا عليك.

الإنسان كائن وحيد, مهما أحاط به ضجيج البشر لا يمشي معه درب وجعه سواه.

في اللحظة التى يدرك فيها الانسان كل شئ يعلم انها لحظة الموت ، كتلك الرؤى الغيبية التي تجتاح الغريق وهو يلفظ مع النهر انفاسه . في لحظة الموت ، الحقيقة ، لاتعود هناك اي اوهام ، ولا تشوش عليك الامنيات . انك ترى كل شئ كما هو ، لاكما تتمناه

كان حينها قد أكمل بالكاد عامه الثاني في سجن “الساير”، مريسيلية تدخل حياته متمهلة، يحس الوحشة رغم من حوله، يذكر الموت ويعلم أنه بعيد عنه، يتمناه ويخشاه، لن يموت قبل أن يدرك ثأره، هذا ما يريد، لكنه متعب أرهقته حياته جدًا، كلما ظن نفسه حرًا زادت أغلاله. فرح بنجاته من قيد نزوات سيده الأوروبي ليقع في بطش سيده التركي ونزوات ابنته، عبر النهر إلى أم درمان وقد ظن عذابه تهدَّم مع جدران مدينة الخرطوم، فأسره الجوع، فرّ إلى بر مصر فوجد نفسه رقيقًا مرة أخرى، عاد بعد عام إلى أم درمان لتأسره “حوّاء” .. ثمل برقها وحلم بحياةٍ جديدة .. توهَّمها فتركت له ثقل الثأر هل ينجيه من أغلاله سوى الموت؟ لكنه يستحي أن منها أن يموت وما انتقم لها!

لقد تعلمت في حياة عشتها ان الحب كالقدر . لا نملك من امره شيئا.

“حواء ايتها العالم
ماذا كنت قبلك و أين انتهيت حلمت أن لي قوة حلمت أن لي من الأمر شئ إذا لمسات عن عينيك كل الحزن وجعلت الشمس تشرق من ابتسامتك.

حواء أنت لي الدنيا هل ترين تلك النجمة سأصعد إلى السقف ثم أطير نحوها سأخطفها و اسرق من القمر خيطا واصنع لك خجلا تضعينه حول ساقط.”

لم يشعر أنه حر. بينه وبين حريته دماء. بينه وبين حريته ثأر.