يعد الأدب الروسي من أغنى وأروع فروع الأدب العالمي، لا سيما في مجال الرواية والشعر، وقد زوّد العالم بكتّاب عظماء مثل فيودور ديستويفسكي، ليو تولستوي، أنطون تشيخوف ومكسيم غوركي. في هذه القائمة ستجد مجموعة من روائع الأدب الروسي التي يجب على الجميع أن يقرأها.

الجريمة والعقاب

تأليف فيدور دوستويفسكي

ليس ثمة إنسان خيّر بالولادة وآخر شرير. هو المحيط يتحكم في مصائر الناس ومسارات حياتهم، وكل إنسان مشروع مفتوح على الخير والشر. هذا الكلام ينطبق على بطل رواية الكاتب الروسي “فيودور دوستويفسكي” الأكثر شهرة “الجريمة والعقاب”.
تقول الرواية إشكالية العلاقة بين الخير والشر، أو العلاقة بين الظروف والإنسان. تتطرق الرواية إلى الواقع الإجتماعي في روسيا في ستينيات القرن المنصرم، وترتكز حول جريمة قتل الشاب الجامعي الموهوب “رسكولينكوف” للمربية العجوز وشقيقتها والدوافع النفسية والأخلاقية للجريمة. وفي الرواية يصور دوستويفسكي حياة الناس البسطاء أمثال البطل رسكولينكوف وأمه وأخته وعائلة مارميلادوف أحد معارف رسكولينكوف وإبنته سونيا، حياة تبدو مظلمة يشولها الفقر واليأس وسقوط الإنسان في الرذيلة بعد أن سدت أمامه كل السبل حتى لم يعد هناك “طريق آخر يذهب إليه” وهي الكلمات التي ساقها الكاتب في أول الرواية على لسان مارميلادوف في حديثه مع رسكولينكوف.ويجعل هذا الواقع من مارميلادوف فريسة للخمر ويدفع بإبنته سونيا إلى احتراف الدعارة لإطعام أخوتها الصغار، ويجعل زوجته عرضة للجنون، كما يدفع هذا الواقع أيضا بالشاب الجامعي رسكولينكوف إلى الجريمة ويجعل أخته عرضة للإساءة بالبيوت التي تلتحق بخدمتها.

الإخوة كارامازوف

تأليف فيدور دوستويفسكي

تعتبر هذه الرواية آخر رواية للكاتب فيودور دوستويفسكي حيث قرر بعد وفاة ابنه ألكسي بنوبة صرع أن يبحث عن مخرج لمأساته فلم يكن هذا المخرج سوى عمل ضخم ينهي به حياته الأدبية – وقد توفي تاركاً نهايته مفتوحة – فقرر في ديسمبر سنة 1877 أن يتوقف عن فعل أي شيء غير الكتابة. اهتم بجمع الملاحظات والمذكرات التي تكون مادة روايته الجديدة، يقول: في مارس سنة 1878 “لقد تصورت وسأبدأ قريباً رواية كبيرة يكون بين الشخصيات الأخرى الكثير من الأطفال “وافتتح مفكرته لهذا البحث بمعرفة إمكانية البقاء مستلقياً على الخط الحديدي بينما يمر أحد القطارات فوقك بأقصى سرعة” وهكذا وفي غضون ثلاث سنوات تخرج رواية كارامازوف للوجود، ولم يرغب دوستويفسكي إلا أن يهز كل البرك الراكدة بهذا العمل الذي يبدو بسيطاً لكنها البساطة التي تعصف بتفكيرك وتجعله يواجه بتحد واضح فكر دوستويفسكي فهو القائل متحدياً قراءه “أما أنا، فلم أفعل في حياتي سوى دفعي الى الحد الأقصى ما لم تجرؤوا أنتم أن تدفعوه إلا إلى النصف”.لا يمكننا تجاهل أن الإخوة كارامازوف ليست بالرواية العادية بل هي من الروايات العالمية الأكثر جدلاً والأكثر تأثيراً في النصف الثاني من القرن التاسع عشر بل الأدب العالمي ككل عبر التاريخ .

آنا كارينينا

تأليف ليو تولستوي

أنّا كارنينا، أثر أدبي عالمي وإنساني خالد، ترجم إلى معظم لغات العالم، وتأتي هذه الرواية بعد رواية “الحرب والسلم” شهرة وأهمية وحجماً، فإذا كانت “الحرب والسلم” قد أرخت البطولة الروسية في وجه الغزو الامبراطوري الفرنسي، فإنّ “أنّا كارنينا” أرخت الحياة الاجتماعية الروسية، ولا سيما حياة النخبة. فأحداث الرواية ساحة تتحرك في رحابها طبقة من النبلاء الروس الذين ودعوا نظام القنانة وانتقلوا من الإقطاع القديم إلى ارستقراطية جديدة. تطفو على سطح أحداث أنّا كارنينا نماذج بشرية متنوعة، معظمها مريض مرض الطبقية، مرض النبل، مرض الإرث الثقيل، والنماذج البشرية هذه هي غالبا نماذج مهتزة غير سوية، تتفاعل في داخلها صراعات كثيرة، أبرزها ما بين القلب والعقل أو بين الحب والواجب، وما بين القديم والجديد، وما بين العبودية والعدالة أو المساواة. وبعد كل ذلك أنا كارنينا هي عصارة جهد تولستوي وفيها الكثير من نفسه، ومن أرائه، ومثله وتجاربه الشخصية التي يجسدها غالباً البطل الريفيّ ليفين، ويجسد بعضها ألكسيس كارنين، وهي إلى جانب ذلك لوحة تصور المجتمع الروسي في أدق مرحلة من مراحل تاريخه، فتكشف علله وتناقضاته، وطبيعته وتقليده للغرب، وفيها نفحة إنسانية لا مثيل لها في الأعمال الروائية، وتولستوي في روايته هذه مؤمن في العمق فهو ما فتئ يبشر بالمحبة، ويذوب رحبة، ويغفر لمن أساء إليه، ويرفض أن يكون أول من يرمي الآنية بحجر، بيد أنّه بقي في مسألة الزواج مقيّداً بحدود الشريعة والقانون

النفوس الميتة

رواية ملحمية ساخرة كتبها الروائي الروسي نيقولاي جوجول في 1842، أطلق جوجول على هذه الرواية اسم ” ملحمة ” التي تصور روسيا الإقطاعية بنظام القنانة، والنظام البيروقراطي الفاسد الذي كان سائدا في تلك الأيام، جوجول كتب الجزء الأول من الرواية خلال حوالي 8 سنوات (من 1834 إلى 1842)، وقرأ لبوشكين الفصول الأولى التي جعلت بوشكين يشعر بكآبة إلى أن صرخ “يا إلهي! يا حزن روسيتنا”.

الحرب والسلام

رائعة الأديب الروسى العالمى ليو تولستوى، صدرت عام 1869م، وهى رواية ملحمية تسرد أحداثها قصة خمس عائلات أرستقراطية، عاشت خلال فترة حرب روسيا مع نابليون بونابرت في بدايات القرن الـ19، اختيرت “الحرب والسلام” ضمن أهم روايات التاريخ الكلاسيكية، تجمع في طياتها حكايات عن الحب والعائلة والحرب.

رواية الام

رواية للأديب الروسى مكسيم جوركي، وتعتبر رائعة من روائع الأدب الروسي والعالمي، نشرت لأول مرة في عام 1907، تدور أحداثها حول أم عجوز تعيش حياة خاضعة وبائسة مع زوجها السكير الذي يبيع مقتنيات المنزل حتى يسكر بنقودها، لديهما ابن يحاول الدفاع عن العمال وحقوقهم من خلال مظاهرة يقوم بها الشاب وأصدقائه فتنشب ثورة والأم تخشى على ابنها من السجن أو القتل فتحاول إخفاء كل معالم ثورته من منشورات وأسلحة إلا أنه تنشب معركة في المصنع يموت على إثرها الأب ويسجن الإبن فتتبنى الأم قضية ابنها وفكره بناء على رغبته، بتقوم هي والعمال باقتحام السجن فيهاجمهم الجيش ويسقط ابنها شهيدا بين ذراعيها.

المعطف

الكاتب – نيكولاي غوغول

عمل نيكولاي جوجول ككاتب فقير في مستشارية الدولة، وكان مشغولاً بإعادة كتابة الوثائق الرسمية بلا نهاية. كان يحب عمله، وحتى عند عودته إلى المنزل كان متحمسًا لمواصلة إعادة كتابة الأوراق الرسمية، والاستمتاع بجمال الحبر الطازج وكتابته اليدوية.

لم يتغير نمط حياته أبدًا، ولأنه انطوائيًا، كان غاضبًا دائمًا من فكرة أن زملائه الشباب ضحكوا عليه، لذلك وجد عزاءه في البقاء في المنزل.

ذات مرة، قال خياطه أنه لم يعد بالإمكان إصلاح معطفه القديم وأنه بحاجة إلى الحصول على معطف جديد، كانت هذه مسألة مكلفة للغاية. ومع ذلك، كان كاتبنا عازمًا على الحصول على واحد جديد، ولذلك وفر ماله وعمل بجد وحصل في النهاية على معطف جديد، ملأ أحلامه لعدة أسابيع. وهل تعرف ماذا فعل أيضًا؟ قرر الابتعاد عن أسلوب حياته الراسخ وخرج إلى حفل استقبال.

و(المعطف) قصة قصيرة من تأليف نيقولاي غوغول. نشرت في عام 1842. تحكي قصة معطف رجل يدعى أكاكي أكاكيفتش. وهي قصة إنسانية قال عنها الروائي الشهير تورغينيف: “كلنا خرجنا من معطف غوغول”.

استطاع غوغول أن يجعل القارئ يعيش في اجواء روحية مع أكاكي أكاكيفيتش ومع كل الفقراء على شاكلته والتي تحلم بالدفء ولقمة العيش.

يوجين أونيجين الكسندر بوشكينفي

هي أحد التحف الفنية الروائية الأقل شهرة للكاتب، ويجمع ألكسندر بوشكين بين قصة حب مبتذلة والحياة الروسية في أوائل القرن التاسع عشر، من خلال واحد من أكثر الأجندات الاجتماعية سلاسة من خلال اصال الشعور بالإرهاق والخطير والسخرية والعاطفة، وقد استطاع بوشكين خلق قالبًا لجميع المواضيع والأنماط الشخصيات والتقنيات الأدبية التي استخدمها الكتاب الروس فيما بعد، فلم يكن من المصادفة أن يطلق على بوشكين لقب مؤسس الأدب الروسي الحديث وتعتبر رواية يوجين أونجين أكثر أعماله تمثيلاً.

دفاتر سرية

أنطون تشيخوف

“عُثر بين أوراق أنطون تشيخوف غير المنشورة على سلسلة من القصاصات داخل مغلّف يحمل هذه الكلمات: «موضوعات، أفكار، ملاحظات، شذرات»، ثم كشفت زوجته أولغا ليوناردوفنا كنيبر عن مفكرته التي كان يدوّن فيها مداخل منفصلة تتعلّق بأعماله المستقبلية وأحلامه والاقتباسات التي أحبها. أعاد تشيخوف نسخ هذه المتناثرات في دفتر آخر، بعد شطب ما أدرجه ضمن كتبه المطبوعة أثناء حياته، وقد أولاها اهتماماً خاصاً ولم يؤرّخها عموماً على غرار اليوميات المعهودة؛ إنه هنا يسجل إشارات تخصه وحده مبهمة بالنسبة للقارىء، أو أسماء غريبة أحياناً لن نعثر على أصحابها أبداً وقد يطلقها لاحقاً على شخصيات قصصه ومسرحياته ملتقطاً تفاصيل رسمها الأولية، كما يضع حوارات غير مكتملة وعناوين مسرحيات لم يكتبها (قشر الليمون، الخفاش، المطر الذهبي).في هذه الأوراق التي تغطي أعوامه الاثني عشر الأخيرة (1892-1904)، كثيراً ما يختزل تشيخوف اسم الشخص في حرف أو اثنين كي يشير إلى حكايات متنوعة، ساخرة وقصيرة، واقعية ومخترعة. نراه بدفء لطافته وفطنته يقترح على الشبان كتابة مقالات من قبيل (تورغينيف والنمور)، ويلمّحُ إلى ما يسترعي انتباهه في مشهد عابر: ثرثرة تتناهى إليه في قطار أو مطعم، شخص يصادفه خلال إحدى السهرات، زلات اللسان والهفوات وأخطاء الفهم والتلاعب بمعاني المفردات… وكل ما قد يستوقف بصيرته في المسرح والطب والتعليم والصحافة ودقائق الحياة اليومية.