وبما أني فقدت كل أمل، وبما أني مجرد صفر في نظرك، أستطيع أن أتكلّم بكل صراحة: إنني لا أرى في هذا العالم إلا أنت، وكل ماعداك لا يهمني في شيء. وحين أسأل نفسي: لماذا أحبك وكيف أحبك لا أحصل على أي جواب.

ما أنا الآن؟ صفر! ماذا أستطيع أن أكون غدًا؟ أستطيع أن أحيي موتي فأستأنف الحياة.أستطيع أن أكتشف في نفسي الإنسان قبل أن يضيع.

إن في وسع المرء، في كل ظرف من الظروف، أن يتصرف تصرفًا يحفظ له كرامته. إن الكفاح يرفع قدر الإنسان ولا يخفضه.

كان عليّ في تلك اللحظة أن أنصرف، ولكن إحساساً غريباً قام في نفسي هو رغبة في استفزاز القدر، في نقر القدر على خده، في إخراج لساني له

“نعم، رب خاطر هو أقرب الخواطر إلى الجنون، وأدناها إلى الاستحالة، يبلغ من قوّة رسوخه في الفكر أن المرء يخاله ممكن التحقيق، حتى اذا كان هذا الخاطر مرتبطاً برغبة قوية ملتهبة جامحة اعتقد المرء أخيراً انه أمر حتمي، ضروري، فرضه القدر منذ الأزل، أمر لايمكن إلا أن يكون، ولا يمكن إلا أن يحدث” 

كنت قد خسرت كل شئ .. كل شئ ..وخرجت من الكازينو و نظرت … إن هناك غولدنا” ما يزال في جيبي ، قلت في نفسي : معي ما يكفيني لتناول غدائي ! و لكنني بعد أن سرت مائة خطوة ، عدلت عن رأيي ، و قفلت راجعا” ، حططت الغولدن على manque ، حقا” إن المرء ليشعر بإحساس غريب فريد حين يجازف ، و هو وحيد ، في بلد أجنبي بعيد عن وطنه و عن أصدقائه ، لا يدري هل يأكل في يومه ، أقول حين يجازف ، و تلك حاله بآخر غولدن يملكه ، بآخر غولدن ! و ربحت ! و ما هي الا عشرون دقيقة حتى كنت أخرج من الكازينو بمائة و سبعين غولدنا” في جيبي . هذا هو الواقع ! هذا ما يمكن أن يكون لآخر غولدن من شأن !

الناس فيما يتصل بالارباح والخسائر لا في الروليت فحسب بل في كل مجال آخر انما يحركهم دافع واحد : هو أن يربحوا أو أن ينتزعوا شيئاً من شخص آخر..- تمييز جمال الروح واصالة الشخصية يحتاج الى قدر من استقلال الرأي و حرية النفس فوق ما يملك منهما نساؤنا , فما بالك بالفتيات ! ..