عبد الوهاب محمد المسيري (أكتوبر 1938 – 3 يوليو 2008)، مفكر وعالم اجتماع مصري مسلم، وهو مؤلف موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية أحد أكبر الأعمال الموسوعية العربية في القرن العشرين. الذي استطاع من خلالها برأي البعض إعطاء نظرة جديدة موسوعية موضوعية علمية للظاهرة اليهودية بشكل خاص، وتجربة الحداثة الغربية بشكل عام، مستخدماً ما طوره أثناء حياته الأكاديمية من تطوير مفهوم النماذج التفسيرية، أما برأي البعض الآخر فقد كانت رؤيته في موسوعته متحيزة لليهود، ومتعاطفة إلى حد كبير مع مواقفهم تجاه غير اليهود، بل وصفها البعض بأنها تدافع عن اليهود.
اقتباسات عبد الوهاب المسيري
المثقف الذي لا يترجم فكره إلى فعل لا يستحق لقب المثقف
كان صاحب المكتبة رجلا مثقفا يساعدنا على اختيار الكتب، على عكس بائعي الكتب هذه الأيام الذين يتسمون بالجهل المطبق، فاهتمامهم بالكتاب ينتهي عند سعره ولونه
ويل للمرء الذي يربح كل شيء و يخسر نفسه
الرغبة المعلوماتية حينما تنهش إنسانا فإنها تجعله يقرأ كل شيء حتى يعرف كل شيء، وينتهي الأمر بالمسكين أنه لا يعرف أي شيء.
كل الأشياء الجميلة تنتهي ! كل الأشياء الحزينة تنتهي !
الإنسان لا يتحمل الألم إلا من خلال إيمانه بشيء ما يتجاوز ذاته الضيقة
لكي نتحرر من وضع التبعية الفكرية المزري هذا ، يتطلب الأمر بحثا طويلا وإعادة قراءة للواقع والتاريخ (واقعنا وواقعهم ، وتاريخنا وتاريخهم) حتى يمكننا طرح بدائل ، أو حتى يمكننا التأسيس
فالفرح أصبح هو اللحظة غير الإنسانية التي يتم فيها استعراض الثروة والتباهي بها وتزداد فيها حدة الصراع الطبقي، بعد أن كان اللحظة الإنسانية التي يتم فيها إسقاط الحدود الاجتماعية مؤقتًا، ويتم تقليل حدة الصراع الطبقي ليعبِّر الجميع عن إنسانيتهم المشتركة.
وأسوأ ما يمكن أن يحدث للإنسان اهتزاز خريطته الإدراكية، فحينما يتحدى الواقع هذه الخريطة فإن أساس الرؤية وطريقة الإدراك ذاتها تهتز فتميد الأرض من تحت قدميه فينفعل ويهيج.
من الطريف أن كثيرا من دعاة التحديث في العالم العربي يتحدثون بحماس شديد عن الأستنارة والعلمانية,وكيف انهما يؤديان الى تحرير الانسان وسعادته في العصر الحديث. وفي الوقت نفسه يتحدثون باعجاب شديد عن الأدب الحداثي الذي يعبر عن رؤية الأنسان الحديث لمجتمعه – نتاج فكر الاستنارة- والذي يتحدث عن الضياع والخراب والاغتراب…الخ الذي يعاني منه الانسان في العصر الحديث ,ولا يربطون بين الواحد والأخر!
نتفق على أشياء ، ونختلف على أشياء ، ولكننا نلتقي دائما لنتفق ونختلف
يجب ألّا نحكم على نسق فكري أو اجتماعي ما إلّا بعد توصيفه وتصنيفه، ثم ننصرف بعد ذلك لإطلاق الأحكام القيمية. وحينما نفعل ذلك يجب أن نكونَ واعين بما نفعل وبأن التقييم يختلف عن الوصف. كما يجب أن نكون مدركين للمنظومة القيمية التي ننطلق منها والفلسفة التي نصدر عنها، وأن نعرف أن الحكم القيمي هو في نهاية الأمر حكم يحوي داخله شرعيته، فإن كنت تحكم على الظاهرة من منظور إسلامي فأنت تفعل ذلك لأنك مؤمن بالإسلام، وبالتالي فمنطق الحكم (الذاتي) مختلف عن منطق الأشياء (الموضوعي). ولعل هذا الموقف يُمكِننا نحن المسلمين من أن ننفتح على العالم دون أن نفقد هويتنا وقيمنا، إذ يمكنني، في هذه الحالة، أن أقوم بقراءة عمل أدبي ما فأصفه وأحلله وأبين بنيته والصور المجازية المتواترة فيه ومعناه وارتباط شكله بمضمونه، بل ويمكنني أن أبين مواطن الجمال فيه كعمل أدبي وأربطه بالتقاليد الأدبية التي يصدر عنها -أي أن أقوم بعملي كناقد أدبي، ثم بعد أن أنتهي من المرحلة الأولى هذه انتقل إلى المرحلة التقييمية التي أتحدث فيها كمسلم وأرفض القيم التي وردت في العمل الذي قمت بتحليله وتوصيفه وتقييمه كناقد أدبي – أرفضه كمسلم لأنه ربما يجسد قيماً أخلاقية لا تتفق مع قيمي الدينية، وبهذا لن يضطر المسلم إلى رفض دراسة عمل ما أو ظاهرة ما لأنها منافية للدين والأخلاق، وإنما سيدرسها بموضوعية اجتهادية ثم يقيّمها من منظوره. وقد يقال إن في هذا تناقضاً مع الذات، ولكنني أرد قائلاً إن في هذا تقبلاً لحقيقة أساسية وهي أن الواقع الإنساني مركب يحتوي على بنىً متداخلة غير مترابطة. وحيث إنه لا توجد علاقة حتمية بين الجمال والخير والقبح والشر، فعلينا أن نتقبل تعدد البنيات فنصف ثم نقيَّم.
أنا من المعجبين بكثير من جوانب الرومانسية، وأعتقد أنها كنسق فلسفي وكطريقة للإدراك تخلق التوجه المطلوب نحو الرؤية الايمانية، وذلك على عكس الفلسفة النفعية العقلانية التي تخلق التوجه نحو الفلسفات العلمانية والمادية. إن الرومانسية هي المرحلة التي يدخلها الانسان الذي يؤمن بإفلاس الحواس وبفشل الأمر الواقع في إشباع جوعه الروحي.
فالإنسان لا يصل إلى نوع من العقلانية وإلى شيء من التوازن بين الحلم والواقع إلا من خلال الممارسة التي يدفع أثناءها ثمن أخطائه وشطحاته.
لذا من يُعبِّر عن عاطفته إنما يعبِّر عن ذاته، ومن يُعبِّر عن ذاته يُعبِّر عن فرادته التي لا يُشاركه فيها إنس ولا جان.
فالخيالُ وحده هو الذي يُمكِّن الإنسان من تجاوز عالم المادة ليصلَ إلى الأعماق والجوهر المطلق، والخيال لا يبتدع صورًا خرافيَّة لا علاقة لها بالواقع، وإنما يُساعد الإنسان على تخطي المعطيات الحسيَّة بأن ينحت صوراً مجازية دالة، تسهِّل على المرء عملية إدراك جوهر الواقع.
إن محدودية العقل البشري من ناحية، وتكدس المعلومات والحقائق العلمية من ناحية أخرى، قد جعلا من العمل الجماعي التعاوني ضرورة لا محيد عنها في مجال البحث العلمي، في الوقت الذي لا يمكن فيه للكشف العلمي إلا أن يكون فرديّا.
فحينما أعلنت الإنسانية أنها الحاكم الأعلى للعالم، في هذه اللحظة نفسها، بدأ العالم يفقد بعده الإنساني».
والمعمار هو الشكل الجمالي الذي يعيش فيه الإنسان حياته اليومية، وهو أيضًا انتصار للإنساني المركب على المادي المباشر، وللإنسان الذي يعيش في عالم متعدد الأبعاد على الإنسان الذي يعيش في عالم الآلة الرشيدة التي لا تكف عن الحركة الرتيبة.