“لا بد لكل انسان من أن يجد و لو مكانا يذهب إليه،لأن الانسان تمر به لحظات لا مناص له فيها من الذهاب إلى مكان ما، إلى أي مكان ! “
“كلما كان مكر المرء أكبر كانت الأمور الأبسط هى التي توقعه في الفخ”
“ان الخطأ هو الميزة الوحيدة التي يمتاز بها الكائن الانساني على سائر الكائنات الحية . من يخطىء يصل الى الحقيقية.أنا انسان لانني اخطىء . ما وصل امرؤ الى حقيقة واحدة الا بعد ان اخطأ اربع عشر مرة وربما مائة واربع عشر مرة !وهذا في ذاته ليس فيه ما يعيب . لك ان تقول أراء جنونية , ولكن لتكن هذه الاراء ارائك انت ,فأغمرك بالقبل. لان يخطىء المرء بطريقته الشخصية , فذلك يكاد يكون خيرا من ترديد حقيقة لقنه اياها غيره , انت في الحالة الاولى انسان , اما في الحالة الثانية انت ببغاء لا اكثر. الحقيقة لا تطير,اما الحياة فيمكن خنقها. الى اين وصلنا من هذا الان؟ نحن جميعا بغير استثناء سواء في ميدان العلم , أو الثقافة ,اوة افكر او العبقرية الخالقة ,او المثل الاعلى ,او الرغبات ,في كل شي,نعم , في كل شيء ,ما زلنا في الصفوف الاعدادية لدخول المدرسة الثانوية! نحب ان نكرر ونمضغ افكار الاخرين ,وتعودنا على ذلك ! اليس هذا صحيح! اليس الامر كما اقول! اليست هذه الحقيقة! “
“وقد بلغت من شدة عدم إكتراثي انني تمنيت في النهاية أن أقبض على دقيقة واحدة أحس فيها ان شيئا ما يستحق الإهتمام”
“وتتساءل: أين هي إذن أحلامك؟ وتهز رأسك قائلاً: كم تطير السنوات سريعاً! وتتساءل من جديد: ماذا فعلت بسنواتك؟ أين دفنت أفضل وقتك؟ هل عشت؟ نعم أو لا؟ انظر، كم هو هذا العالم بارد. سنوات أخرى ستمر، وتعقُبها الوحدة الحزينة والشيخوخة المرتعشة مع عكازها، وبعد ذلك الضجر واليأس، سيشحب عالمك الخيالي، ستموت، ستذبل أحلامك، وستسقط كما تهوي الأوراق الصفراء من الأشجار.”
“ولا تظني أنّي أُبالغ في أي شيء، لأنني عشت أحيانًا لحظات في غاية الحزن والضجر. لأنني في مثل تلك اللحظات كان يبدو لي أنني لن أستطيع أبدًا أن أعيش من جديد.”
“كان يرغب رغبة رهيبة في أن يسلو وينسى بأي طريقة ولكنه لايعرف ماذا يعمل من أجل أن يسلو، وهذا إحساس جديد لا يستطيع التغلب عليه يجتاح نفسه شيئا بعد شيء ويشتد في كل دقيقة. هو نوع من اشمئزاز لا حدّ له، اشمئزاز يشبه أن يكون جسيما، اشمئزاز من كل مايحيط به ومن كل مايراه في طريقه، اشمئزاز عنيد، كاسر، حاقد، مبغض”
“أنني أحب الأنسانية ,غير أن هنالك شيء في نفسي يدهشني:كلما ازداد حبي للأنسانية جملة واحدة,نقص حبي للبشر أفراد, أي اشخاص لهم حياتهم الخاصة.”
لماذا يحتفظ أفضلنا بسّر في نفسه؟ لماذا هو يلزم الصمت؟ لماذا لا يقول أحدنا فوراً كل ما في قلبه حين يكون واثقاً أن الآخر سيفهمه؟ إن جميع الناس يبدون أقسى كثيراً مما هم قساة في الواقع، ويتخيلون إنهم يخفضون قيمة عاطفتهم إذا هم عبروا عنها بسرعة مسرفة.
“كم تجعل الفرحة والسعادة الإنسان جميلاً! كم يطفح القلب حباً! يبدو لك أنك كنت تنوي أن تسكب كل قلبك في قلب الآخر. تريد أن يكون الكل مبتهجاً، ضاحكاً. وكم هو مُعدٍ هذا الفرح!”
“كان من الصعب علي أن أجلس مكتوف اليدين، ولهذا فقد حاولت أن أحطم قيودي، ولكم أن تصدقوا هذا. ولو نظرتم إلى أنفسكم أيها السادة لعرفتم ما أعني، ولتبين لكم صدقه. لقد خلقت لنفسي بعض المغامرات، واصطنعت حياة ما لأنني كنت أريد أن أعيش بأية طريقة. وكم كنت أتضايق وأنزعج بدون سبب يدعو إلى ذلك، وكنت أصطنع ذلك اصطناعاً، عالماً بأنه لا وجود لذلك الضيق في الواقع، وبأنني أخلقه لنفسي خلقاً. وكنت طيلة حياتي أجد في أعماقي دافعاً يدفعني إلى التظاهر بهذه الأكاذيب وقد بلغ بي ذلك أنني لم أعد أستطيع أن أتغلب على هذا الدافع في نفسي.”
“الإنسان هو الكائن الذي يتعود على كل شيء .. وأظن أن هذا أحسن تعريف للإنسان.”
”إنّ الإسراف في إدراك الأشياء والشعور بها مرض حقيقي. شدة الإدراك لعنة، وكل وعيٍ مرض”
“أحب نفسك، و ابدأ بنفسك، لأن كل شئ في هذا العالم قائم على النفع الشخصي”
[…] تأليف فيدور دوستويفسكي […]
[…] الفقراء هي أول رواية أصدرها الكاتب الروسي دستويفسكي، وهي رواية اجتماعية تتكلم عن مراسلات بين دوبروسيلوفا […]