“أمسى البكاء مبتذلاً، ربما لأن الدموع صارت تستحي من نفسها، لا مجال.”
“كلنا يعرف الإنتظار.
أن تنتظر ساعة، يوما أو يومين، شهراً أو سنة و ربما سنوات.
تقول طالت، و لكنك تنتظر.
كم يمكن أن ننتظر؟”
“أحياناً نحتفظ بأشياء ربما يصعب أن نختزل قيمتها في معنى واحد”
“لن تقتلك. أنت أقوى مما تتصورين. الذاكرة لا تقتُل. تؤلم ألماً لا يطاق، ربما. ولكننا إذ نطيقه تتحول من دوامات تسحبنا إلى قاع الغرق إلى بحر نسبح فيه. نقطع المسافات. نحكمه ونملي إرادتنا عليه.”
” ذاكرة الفقد كلاب مسعورة تنهش بلا رحمة لو أُطلقت من عقالها “
“الأرواح تتآلف أو تتنافر هكذا لأسباب لا أحد منا يعلمها.”
“لماذا ترتبط الدموع بالحزن والهموم؟ دموع فرحٍ إذن؟ لا، لا حزن ولا فرح. شيء أكبر. أبعد غوراً.”
“أغلب نساء المخيم يحملن مفاتيح دورهن تماماً كما كانت تفعل أمي. البعض كان يريه لي وهو يحكي عن القرية التي جاء منها. وأحياناً كنت ألمح طرف الحبل الذي يحيط بالرقبة وإن لم أر المفتاح, وأحياناً لا ألمحه ولا تشير إليه السيدة ولكنني أعرف أنه هناك, تحت الثوب !”
“كيف احتملنا وعشنا وانزلقت شربة الماء من الحلق دون ان نشرق بها ونختنق؟ وما جدوى استحضار ما تحملناه وإعادته بالكلام؟ عند موت من نحب نكفنه. نلفه برحمة ونحفر في الارض عميقا…”
“تعلّمك الحربُ أشياءً كثيرة. أوّلها أن ترهف السمع وتنتبه لتقدِّر الجهة التي يأتي منها إطلاق النيران، كأنَّك صار جسمُك أذنًا كبيرةً فيها بوصلة تحدّد الجهة المعيَّنة بين الجهات الأربع، أو الخمس؛ لأنّ السّماء غدت جهة يأتيك منها الهلاك. ثانيها أن تسلِّم قليلا وألّا تخاف بمقدار. القدْر الضّروريّ فقط.. لو زاد خوفك مقدار ذرّة، غادرتَ بيتك بلا داع؛ لأنّ القصف في النّاحية الأخرى من المدينة، يتحوّل خوفك إلى مرض خبيث يأكل من جسمك كلّ يوم حتّى يأتي عليه. فتوفّرك القذيفة ويقتلك الخوف”
“ربما لم يكن اضطرابًا، بل شيئًا آخر يترسب كالقهوة بعد غليها؛ تبقى هناك داكنة ومركزة ومرة، ومنفصلة عن الشراب الذي يمتعنا مذاقه!”
“تمضي الحكاية، ولا تمضي تمامًا، لأنها وهي تتقدم إلى الزمن التالي تظل ترجع وتسترجع. تتشابه الحكايات وأيضًا تختلف كالوجه وهو يحكي”
“كأن الشيخوخة سكنت روحه وراحت تنتشر فى جسده كالورم الخبيث!”